الطيران الإسرائيلي يخرق الهدنة ويقصف جنوب لبنان بعنف

شهد جنوب لبنان مساء اليوم الخميس خرقًا جديدًا للهدنة الموقعة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت عدة مواقع مدنية وصناعية، في تصعيد جديد يعيد التوتر إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أسابيع من الهدوء النسبي.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات مكثفة على مناطق متفرقة في الجنوب، كان صداها مسموعًا حتى مدينة صيدا الساحلية. وأضافت الوكالة أن القصف استهدف مجبلاً للباطون وكسارة في وادي بصفور، الواقع بين بلدات أنصار وسيناي وبصفور، مما أدى إلى دمار واسع في المنشآت المستهدفة واندلاع حرائق في محيطها.

كما استهدفت الغارات قلعة ميس الواقعة بين بلدتي أنصار والزرارية، أعقبها قصف متتالٍ على منشآت لشركة المجابل العاملية لصناعة الأسمنت في المنطقة ذاتها. وأشارت المصادر إلى أن الطائرات الإسرائيلية أطلقت عشرات الصواريخ المدمّرة، أحدثت بعضها وميضًا هائلًا وانفجارات قوية أضاءت سماء البلدات الجنوبية، فيما تسببت شدة الانفجارات في اهتزاز المباني وخلق حالة من الهلع بين السكان.

وأفاد شهود عيان أن أصوات الانفجارات سُمعت على مسافات بعيدة، فيما هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى مواقع القصف وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية.

يُذكر أن هذه الغارات تأتي في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في نوفمبر 2024 بوساطة دولية، والذي نصّ على وقف العمليات العسكرية بين الطرفين على طول الحدود الجنوبية.

ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجيش اللبناني أو من حزب الله حول طبيعة الأهداف المستهدفة أو حجم الأضرار البشرية والمادية، في حين يُتوقع أن تعقد الحكومة اللبنانية اجتماعًا طارئًا خلال الساعات المقبلة لبحث تداعيات هذا العدوان الجديد.